هل يسمح ترامب بتحرير أموال ايران المجمدة؟

الزيارة التي أجراها أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني إلى إيران، الأربعاء 19 فبراير 2025، فتحت الباب أمام التكهنات بدور وساطة تلعبه الجارة الجنوبية بين واشنطن وطهران.

إذ تشنجت العلاقات بين الطرفين بعدما أعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض سياسة أقصى ضغط من العقوبات على طهران، ما أدى إلى تفاقم أزمات إيران الاقتصادية وحاجتها لدور الوسطاء في التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية.

كان لقاء محمد جواد ظريف، نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، مع السفير القطري في طهران، سعد بن عبدالله آل محمود، الاثنين 24 فبراير 2025، إشارة إلى دور وساطة من جانب الدوحة. خاصة أن المسؤول الإيراني الذي شغل منصب وزير خارجية أسبق، قد تم التوصل لاتفاق بين إيران والغرب في عهد وزارته. كما أن ابتكار منصبه في عهد الحكومة الإصلاحية الحالية، هو بهدف خبرته في الحوار مع العالم الغربي.

وتعليقًا على زيارة أمير قطر، وصف السفير القطري زيارة أمير قطر واللقاء والمحادثات التي أجراها مع المرشد الأعلى والرئيس الإيراني بأنها ناجحة للغاية. وتابع: “إن قطر ستتابع وتنفذ بكل جدية القضايا ذات الاهتمام والمشاريع المشتركة، وخاصة الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين أمير قطر والرئيس خلال الزيارة الأخيرة”.

إثر استقباله أمير قطر، قال المرشد الأعلى، علي خامنئي، على صفحته بمنصة إكس: ” لو كنا مكان قطر، لما أعرنا أية اهتمام لضغوط أمريكا، ولكُنّا قد أعدنا المستحقات للطرف المقابل. لذلك، لا نزال ننتظر من قطر اتخاذ خطوة كهذه”. في إشارة إلى أموال إيران المجمدة لدى الدوحة، والتي يمكن أن تستخدمها إدارة ترامب لتخفيف ضغط العقوبات على طهران إذا أرادت ذلك.

وحسب تقرير صحيفة آرمان ملي، بناء على اتفاق بين إيران والولايات المتحدة في عهد إدارة الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، فقد تم الإفراج عن ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المحتجزة في البنوك الكورية الجنوبية وتحويلها إلى البنوك القطرية حتى تتمكن إيران من إنفاقها على المشتريات غير الخاضعة للعقوبات. لكن طلبت واشنطن من الدوحة تجميد هذه الأموال بعد اندلاع عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023م.

حسب الخبير الإيراني، مهدي مطهرنيا، في صحيفة آرمان ملي، يبدو أن دور الوساطة القطرية قد تم قبوله إلى حد ما من قِبل واشنطن وطهران.

وأوضح مطهرنيا أن دور الوساطة القطرية بات أكثر بروزًا بسبب مكانتها لدى الدول العربية والغربية، كما أن ضعف دور الوسيط العماني بعد وفاة سلطان عمان، قابوس بن سعيد، قد أفسح المساحة للعبها دور في الوساطة بين إيران والغرب.

المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإيرانية، قاسم محب علي، في حوار مع وكالة خبر فوري، الثلاثاء 25 فبراير، استبعد قدرة الدوحة على إعادة واشنطن وطهران إلى طاولة المفاوضات.

وأوضح السياسي الإيراني، أن قطر لديها مخاوف من تصعيد التوتر بين إيران والولايات المتحدة أو التورط في صراع عسكري مع إسرائيل، وهو ما سينعكس بالسلب على أمن المنطقة ومصالحها الاقتصادية، وأكبر المتضررين الدول التي تعبر تجارتها عبر مياه الخليج وبحر قزوين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *